أكثر من ألف شخص في وداعه
وري جثمان المخرج المصري العالمي يوسف شاهين الثرى الاثنين،
في مقبرة العائلة في مدينة الاسكندرية مسقط رأسه، بعد مراسم الدفن التي
جرت في كاتدرائية القيامة في القاهرة، وسط حضور حاشد من محبيه وعشاقه فاق
ألف شخص.ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط إن القداس على روح شاهين سيقام الاثنين في الكاتدرائية، على أن يقام العزاء الثلاثاء.
يُشار
إلى أن شاهين فارق الحياة الأحد في مستشفى "المعادي" للقوات المسلحة في
القاهرة، بعد أكثر من أربعة أسابيع من دخوله غيبوبة على إثر نزيف في
الدماغ توجب نقله بطائرة خاصة ألمانية من مستشفى الشروق في القاهرة في
منتصف يونيو/حزيران الماضي، إلى المستشفى الأمريكي في "نويي" خارج ضواحي
العاصمة الفرنسية، باريس.
غير أن صعوبة وضعه حتمت نقله من باريس إلى القاهرة في السابعة عشر من الشهر الجاري.
وقد
نعى وفاة المخرج العالمي كل من رئاسة الجمهورية المصرية ووزارة الثقافة
المصرية بالإضافة إلى قصر الآليزيه الذي قال في بيان نعيه الأحد "إن
شاهين كان مثقفا يتمتع باستقلال كبير، وكان مدافعا شرسا عن اختلاط
الثقافات."
شاهين (82 عاماً) الذي شكلت أفلامه منذ مطلع
الخمسينات ظاهرة فريدة في العالم العربي وعلاقته مع الرقابة، توج مؤخراً
مسيرته بفيلم "هي فوضى"، الذي شارك في إخراجه المخرج المصري الشاب خالد
يوسف، حيث ناقش قضية الفساد في السلطة، والعنف لدى أجهزة الشرطة في
السيطرة على الشارع المصري، بالإضافة إلى عدد آخر من الموضوعات الحساسة.
ويذكر
أن المخرج المولود في الإسكندرية عام 1926، لوالد لبناني ووالدة يونانية،
بدأ بإخراج الأفلام في أوائل الخمسينات، واشتهر بداية بالنوع الرومانسي
والكوميدي الغنائي، مثل "أبا أمين" فيلمه الأول عام 1950، و"أنت حبيبي" و
"ودعت حبك" عام 1957، وهو من قدم الفنان العالمي عمر الشريف للمرة الأولى
بشريط "صراع في الوادي" أمام سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة سنة 1954.
ثم
كانت لشاهين مسيرة متنوعة بين الأفلام الوطنية "جميلة" و"الناصر صلاح
الدين"، والاجتماعية السياسية "باب الحديد" و"الاختيار" و"العصفور" وغيرها.
كما
عرف شاهين سينمائياً برباعيته الشهيرة المتعلقة بسيرته الشخصية، وهي:
"إسكندرية ليه" (1979) و"حدوتة مصرية" (1982) و"إسكندرية كمان وكمان"
(1990) و"إسكندرية... نيويورك" (2004).
وللمخرج أيضاً أفلام رائعة منها "المهاجر" (1994)
إلى "سكوت حنصور" (2001) مروراً بـ "المصير" (1997) الذي فاز عنه بجائزة
اليوبيل الذهبي في مهرجان "كان" و"الآخر" (1999).
يذكر أن شاهين فاز بجوائز وأوسمة مصرية وعالمية عدة، كما منحته فرنسا وسام شرف برتبة ضابط عام 2006.